الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عاطف بــــــن حسين: سامي الفهري تلــمـيـذي الرديء جدا

نشر في  27 جوان 2018  (11:48)

أطالب فتح ملفات الفساد في مؤسسة التلفزة التونسية

أنا من علّم مرام بن عزيزة النطق والوقوف أمام الكاميرا

حـاولـوا الـزّج بزوحــــتــي في السجــن

أنا أستاذ وأرفض أن أكون «صانعا» وعبدا كغيري

خور وفساد داخل مؤسسة التلفزة التونسية

عاطف بن حسين، هو ذلك الممثل الذي ترك بصمته الخاصة منذ أول ظهور تلفزي له، فمن منا لا يتذكر «شوكو»، في مكتوب 1 و2، شخصية لاحقت بن حسين سنوات طويلة، عاطف هو سلمان  الشاعري والحساس في "الريسك"، وهو منير العنيف في «أولاد مفيدة» وهو نجيب الانتهازي في «وردة وكتاب»، والسلفي الجهادي في «نجوم الليل»، وعمار العربيد المنحرف في «ناعورة الهواء»،  ولم يكتف بن حسين بالوقوف أمام الكاميرا، بل كان خلفها كمخرج ومنتج لمسلسل "المنارة" هو أيضا صاحب فكرة مشروع ورشة الممثل أمام الكاميرا، كما تكفل بادارة الممثل في أكثر من عمل درامي، وهو أيضا مستشار وزيرة الثقافة السابقة لطيفة لخضر، وحاليا هو بقطب المسرح بمدينة الثقافة ..
لا يمكننا الحديث عن عاطف بن حسين دون التطرق الى علاقة المدّ والزجر التي جمعته بسامي الفهري، علاقة تراوحت بين الصداقة احيانا والخصام احيانا اخرى، بين الدعم والانتقادات والتصريحات النارية و«الكلاش»، وبعد أن عادت المياه الى مجاريها بينهما، من خلال بث مسلسل «المنارة» على قناة الحوار رمضان الفارط، فوجئنا مؤخرا بعاطف بن حسين يقاضي الفهري بسبب عدم تسلمه القسط الثاني من عائدات المسلسل المذكور، لتتعكر العلاقة مجددا بين هذا الثنائي المثير للجدل.
حول هذه القضية، وفحوى رسالته الى رئيس الحكومة، واقع الدراما التونسية، أبرز العراقيل التي واجهته اثر انتاج مسلسل «المنارة»، نصائحه الى فريق مسلسل «علي شوّرب» وغيرها من المواضيع كان لنا حوار جريئ بعيدا عن سياسة الاطراء والمديح التي يحبذها مواليد برج «الأسد».

ـ بعد أن عادت المياه الى مجاريها بينك وبين سامي الفهري، تعكرت مجددا ووصلت حدّ المحاكم، لو وضحت لنا سبب الخلاف بينكما؟
أولا أوضح أن خلافي اليوم مع سامي الفهري ليس خلافا شخصيا كما في السابق، فخلافي اليوم هو مع قناة الحوار التونسي التي لم تسلمنا القسط الثاني من عائدات إشهار مسلسل «المنارة» الذي بثته القناة خلال شهر رمضان الفارط، وبالتالي حرماننا من انتاج الجزء الثاني من «المنارة» حسب العقد الذي جمعنا بقناة الحوار، حيث ينص العقد على حصول القناة على 30 بالمائة من عائدات الاشهار ونحن الـ70 بالمائة وهذا ما لم يحصل، وحسب معلوماتي فان الفهري هو من رفض تسليمنا بقية مستحقاتنا.
ـ لماذا لم تعتمد أسلوب الحوار عوض الالتجاء الى المحاكم والقضاء؟
نحن لم نلجأ الى القضاء الا بعد استنفاذنا كل الحلول الممكنة، لكن باب الحوار كان مسدودا بيننا، وهنا أشير الى أننا تسلمنا قسطا هاما من مستحقانا أنفقناه على اجور التقنيين والممثلين في حين كان من المنتظر أن يتم استغلال بقية المبلغ أي ربح الشركة في انتاج الجزء الثاني من «المنارة».
في الأثناء حاولنا بطرق ودية فضّ الاشكال لكن الفهري رفض الحوار بل ورفض مقابلتي أو الردّ على اتصالاتي مما أجبرني الى الالتجاء الى القضاء، لأن ملفنا وحقوقنا واضحة .
لم تحاول معرفة الأسباب وراء عدم تسليمكم مستحقاتكم المالية؟
اطلاقا، لم نتحصل على أيّ اجابة تذكر، بل أفيدكم أن ادارة القناة طلبوا منا الامضاء على وثيقة تتضمن اعترافنا بأننا تحصلنا على كامل مستحقاتنا، في نوع من التطاول و«الفتوة» المبالغ فيها .
ـ ماهي آخر مستجدات قضيتكم؟
تم يوم 26 أفريل الفارط تأجيل النظر في القضية الى يوم 21 جوان القادم، وهي الجلسة الثالثة ويعود هذا التأخير الى مماطلة قناة الحوار التونسي ورفض من يمثلها الردّ وتقديم التوضيحات.
ـ ألا ترى أن الالتجاء الى القضاء من شأنه أن يغلق كل أبواب الصلح بينكم وبين قناة الحوار التونسي؟
هذه المسألة لا تهمني بالمرة، حيث لم تعد تجمعني بالقناة أية علاقة تذكر.
ـ ولكن قناة الحوار التونسي وسامي الفهري، هما من رحبا رمضان الفارط بـ«المنارة»، في الوقت الذي تم اقصائه من الوطنية؟
الأمر لا يستحق الامتنان، فمسلسل «المنارة» عمل ناجح، كما أنه درّ أموالا طائلة على قناة الحوار التونسي، التي طمعت في المزيد وأرادت الاستحواذ على كامل عائدات الاشهار لوحدها، كما أن هدفها الآخر هو حرماننا من انتاج جزء جديد وبالتالي من الإبداع ومنافستها.
ـ لماذا يحاول البعض عرقلة عاطف بن حسين دون غيره؟
لأني سليط اللسان ولا أجيد النفاق، وأخبرهم بحقيقتهم كما هي دون تزييف، كما أني وبكل تواضع أستاذهم «معلّم عليهم»، مطلع ومثقف أكثر منهم، ولأن توجهي واضح، ولي مواقف تحسب لي، وبصفة عامة أنا أرفض أن اكون مجرد «صانع» أو عبدا لفلان أو علان .
ـ ترفض أن تكون «صانعا» لدى سامي الفهري؟
أرفض أن أكون «صانعا» في شتى المجالات، فأنا أستاذ ولست تلميذا.
من هم «الصناع»؟
كثيرون من ممثلين وتقنيين، بل هناك من وصل الى مرحلة العبودية وهؤلاء لا أعتبرهم زملائي، كما لا أعتبر كل فنان يقبل أن يتم تعليقه في السقف، أو العبث به في برامج تافهة زميلا لي.
ـ ماذا لو تسمي الأشياء بمسمياتها وتخبرنا صراحة من تقصد بكلامك هذا؟
الأمر ليس مرتبطا بقناة واحدة أو برنامج واحد، فهذه الرداءة انتشرت في أكثر من مؤسسة اعلامية، صراحة لقد كان أملنا في الصحافة المكتوبة إصلاح وضع الاعلام لكن وللأسف، وضع الاعلام المكتوب مؤسف للغاية، حيث يراد القضاء عليه بحرمانه من الاشهار والتضييق عليه وبالتالي القضاء على بصيص الأمل الوحيد بالنسبة للمبدع والمجتمع بصفة عامة.
ما أريد قوله هو أن الدولة مطالبة بالتصدي الى عصابات الاعلام وحماية الصحفي والممثل والمثقف والمبدع.
ـ يقال إنّ مسلسل «المنارة» لم يكن ناجحا ولم يدرّ أموالا كما أشرت؟
بالعكس، مسلسل «المنارة»نجح على مستوى الانتاج، حيث تمكن من تحقيق مرابيح قدرت بمليارين و300 ألف دينار، أي أن نصيب قناة الحوار التونسي 640 ألف دينار، والبقية من نصيب الشركة، وكنا ننوي مواصلة المشوار في الانتاج، لكن قناة الحوار التونسي تأكدت أننا قادرون على المنافسة والانتاج، وتحقيق مرابيح، وأن نكون منافسا شرسا لها، لذلك حاولت عرقلتنا بعد أول تجربة.
ـ ولكن نجومية سامي الفهري اليوم فاقت نجوميتك؟
أنا لست رجل اعلام، وأعتقد أن للشارع التونسي رأيا مخالفا لما قلته.
ـ لماذا لم تحاول صحبة زوجتك تجاوز تجربة «المنارة» وانتاج عمل جديد؟
لأننا لا نمتلك المال الكافي لفعل ذلك، حيث أنفقنا كل أموالنا في التجربة الأولى بل هناك من فريق العمل من لم يتحصل بعد على مستحقاته، ولعلمكم نحن اليوم ممنوعون من كل القنوات التلفزية الأخرى، لأننا تجرأنا وتحدينا تمساح الاعلام وبما أن المشهد الاعلامي تحكمه مافيا فمن الطبيعي أن تتحد مع بعض.
ـ هل نفهم من كلامك انك ممنوع من وسائل الاعلام ومن هي؟
بطبيعة الحال، فأنا ممنوع من القناة الوطنية الأولى والثانية، ومن مؤسسة الاذاعة الوطنية بكل محطاتها، ومن اذاعة موزاييك، وذلك بسبب خشية هذه الوسائل من بطش سيدهم وغضبه، لذلك طالبت الدولة بالتدخل.
ـ صراحة، لماذ يرفض عاطف بن حسين النقد؟
هذا غير صحيح، فأنا أتقبل النقد والانتقاد وأرحب بكل الأراء المختلفة معي.
ـ لكنك قلت حرفيا أحتقر من يقول إنه لم يفهم مسلسل «المنارة»، ألا يعتبر هذا رفضا لمن يختلف معك في الرأي؟
توجهت بكلامي لمن قال إنه لم يفهم العمل، وليس لمن لم يعجبه، نحن قدمنا عملا فنيا، والفن لا يخاطب الفهم بل الاحساس، العمل قدم باللهجة التونسية أي أن مضمونه واضح ولا يحتاج الفهم، وعموما أنا أتقبل كل النقد، لكن هذا لا يعني ألا أتفاعل معه، وهذا ما فعلته حيث أجبت كل من حاول الاساءة إليّ، وعموما أخبر كل من قال إنّ المسلسل لم ينجح، أن هذا العمل ورغم بثه في الجزء الثاني من رمضان فانه جلب 130 ومضة اشهارية.
ـ كنت من الذين لا يترددون في توجيه سهام النقد الى وزارة الثقافة خاصة فترة الوزيرة سنية مبارك، لكنك اليوم تلتزم الصمت، فهل لتكليفك بمهام بمدينة الثقافة وقربك من الوزير علاقة بصمتك؟
في السابق كنت في ديوان وزيرة الثقافة السابقة لطيفة لخضر، ثم وبتسلم سنية مبارك زمام الوزارة قامت بانهاء الحاقي دون تبرير، ليقوم محمد زين العابدين في وقت لاحق بمناداتي من جديد، آنذاك أنا تحدثت عن لوبيات فاسدة لأني كنت قريبا من الكواليس أما اليوم فلا علم لي ان اختفت هذه اللوبيات أم لم تختف، ما أعلمه أن محمد زين العابدين من أكثر الوزراء ترددا على هيئة مكافحة الفساد .
ـ يعني المناصب هي من تتحكم في لسان عاطف بن حسين وجرأته؟
أنا لست موظفا بوزارة الثقافة بل بوحدة التصرف حسب الأهداف بمدينة الثقافة والتي ستصبح مرفقا مستقلا عن الوزارة، وعموما أن أستاذ تربية مسرحية وتم الحاقي بالوزارة لا غير.
ـ وهل بامكانك اليوم انتقاد الوزير والوزارة؟
اذا رأيت ما يستدعي الانتقاد لن أتردد في ذلك لكن والى حدّ هذه اللحظة لم ألاحظ أية تجاوزات، كما أن الوزير الحالي يقوم بواجبه على أحسن ما يرام، ويبذل مجهودا يشكر عليه .
ـ باستثناء مرام بن عزيزة، هل لك أن تذكر لنا أسماء من تطاول عليك؟  
شخصيا أتجنب ذكر أسمائهم، أما عن مرام بن عزيزة فأنا لم أظلمها حين عاقبتها، لأنها تطاولت على أستاذها، وتناست أني من علّمها طريقة النطق والوقوف أمام الكاميرا، وهنا أشير الى أني دعوتها للتمثيل في المنارة بناء على صداقتنا وليس لأنها ممثلة جيّدة .
لماذا لن نشاهدك في الأعمال الرمضانية، هل هي رغبة منك، أم لأنه لم يتم دعوتك؟
صراحة لم أتلق أي عرض، رغم أني كنت قريبا من فريق مسلسل «علي شورب» ومن لطفي العبدلي وبقية الأصدقاء، وشجعتهم.
على ذكرك مسلسل «علي شورب»، ما الذي دفعك الى بعث رسالة تنبّه فيها فريق الانتاج من عصابات انتاج العمل الدرامي؟
لأني تلقيت طعنات قاسية بمجرد تفكيري في انتاجي عمل درامي، وهو ما جعلني أحذرهم من المنافسة غير الشريفة ومن عصابات شركات سبر الآراء وشركات الاشهار، حيث أن تجربتي كانت قاسية جدا فقد اضطررت الى ايقاف التصوير في أكثر من مناسبة نتيجة نقص التمويل، الذي أجبرني أيضا على حذف 94 مشهدا من مسلسل «المنارة»، ومن المصاعب الأخرى التي عشتها محاولة بعض الأطراف توريط زوجتي والزج بها في السجن بصرف شيكات بقيمة 380 ألف دينار، في غير التوقيت المتفق عليه، مما أجبرنا على دفع غرامة مالية قدرت بـ46 ألف دينار.
ـ أين أنت من المسرح والسينما؟
ببساطة لم أتلق عروضا، وهنا أشير الى أن السينما التونسية هي سينما المخرج، الذي يرفض أن يفتك أي ممثل نجوميته، لذلك لا يتم دعوة الوجوه المعروفة والتي لديها شعبية الى الأفلام التونسية، وهو سبب اقصائي حسب اعتقادي .
وجهت رسالة الى رئاسة الحكومة، تحدثت فيها عمّا أسميته بـ«خور» مؤسسة التلفزة التونسية وتعاقب ادارات الفساد عليها، فما الذي دفعك الى الاقدام على هذه الخطوة؟
لأننا مللنا تصرفات ادارة مؤسسة التلفزة التونسية، شخصيا شاركت مدة سنتين متتاليتين في مناقصة الأعمال الدرامية على هذه القناة ولم أتلق ولو ردّا واحدا بخصوص أسباب رفض الأعمال المقدمة، من جهة أخرى ألا يعتبر تحقيق هذه المؤسسة بقناتيها نسب مشاهدة ضئيلة جدا نتيجة ضعف المحتوى رغم التمويلات التي تتحصل عليها، ألا يعتبر هذا فسادا.
وماهي الأسباب؟
يسأل في ذلك الرئيس المدير العام للمؤسسة عبد المجيد المرايحي الذي قرر بطريقة فردية عدم انتاج أي عمل درامي، ولم يتجاوب مع الوقفة الاحتجاجية التي نفذناها أمام مقر المؤسسة بل رفض مقابلتنا، وهو ما جعلني أراسل رئاسة الحكومة وأطلب منها فتح ملفات الفساد داخل هذه المؤسسة، والتثبت في مصير الميزانية، وأيضا التثبت في ميزانية مسلسل «الدوامة» الذي أنتجته المؤسسة السنة الفارط في 17 حلقة بميزانية قدرت بمليارين و600 ألف دينار، أي أنه أغلى مسلسل في تاريخ الدراما التونسية .
ـ في رسالتك الى رئاسة الحكومة، تحديت أن يتمكن أكبر الكتاب في تونس من تحويل رواية "الدقلة في عراجينها" للبشير خريف الى مسلسل، وذلك بعد أن أعلنت مؤسسة التلفزة أنها ستحول الرواية الى عمل درامي تنتجه بعد رمضان، فما الذي دفعك الى مثل هذا التحدي؟
في البداية، التحدي نابع من اقتناعي التام أنه لا يمكن انتاج هذا العمل بعد رمضان، لان مؤسسة التلفزة هي مؤسسة عمومية ومن المفروض مرور أي سيناريو على لجنة القراءات، وبالتالي لا يمكنها القول انها ستنتج عملا دون سواه دون موافقة اللجنة.. من جهة أخرى أرى أن نجاح رواية بعينها لا يعني نجاحها اثر تحويلها الى سيناريو عمل درامي وهو ما ينطبق على «الدقلة في عراجينها».
ـ أكدت أن مسؤولا في الدولة قال لك حرفيا «خرّج الشوكو اللي فيك» من هو هذا المسؤول، وهل من المنتظر ان تنفذ نصيحته؟
صديق لي لن أكشف عن اسمه، في المقابل أنا سأخرج الشوكو الذي بداخلي قريبا جدا، لأني أرفض الانهزام فاليوم كل من يقدم على انتاج مسلسل من خارج مافيا الانتاج هو انتحاري.
ـ رأينا زوجتك الممثلة والمنتجة مريم بلحاج أحمد تساند قائمات عن نداء تونس في الانتخابات البلدية، فهل من توضيح؟
هي تساند أشخاصا بعينهم، وهم أصدقاء لها بعيدا عن السياسة.
 ـ هل من السهل على الفنان أن يرتدي جلباب السياسي؟
الفن كائن سياسي بطبعه، وشخصيا أؤمن أن هناك السيء والجيد في عالم السياسة، ولا مانع لديّ من انخراط الفنان في هذا العالم.

حاورته : سنــاء المــاجري